http://alresalah.ps/ar/?action=showdetail&seid=28933
الرسالة. نت - محمد أبو قمر
بعيون حائرة يراقب الطفل المفقود الحركة من حوله عله يجد بين الزائرين والده أو أحد من أفراد أسرته.
يغطي الطفل رأسه بقبعة بزته الخضراء، ويرتدي بنطالا أزرق، ولا يلفظ سوى كلمتي "بابا".."سيدي" عند التحدث معه، دون تمكنه الافصاح عن اسمه أو اسم عائلته.
بدأت حكاية ضياع الطفل مجهول الهوية عصر الثلاثاء الموافق الخامس عشر من فبراير، عندما وجده الرجل الستيني محمد الهسي "ابو بكر" الذي يقطن بمشروع عامر بحي التوام الى الغرب من جباليا أثناء خروجه من المسجد
كان الطفل الذي يبلغ عمره تقديريا أربع سنوات برفقة بعض الفتية الذين وجدوه في محيط مسجد شهداء مشروع عامر "خالد جمعة سابقا"، حيث اقترح الهسي أن يصطحبه الى منزله القريب حتى يتسنى لهم ابلاغ الشرطة بالحدث.
بعد وقت قصير وصلت الشرطة الى منزل الهسي وطلبت منه المحافظة على الطفل بعدما أبلغت جميع مراكز الشرطة بمواصفات الطفل، الا أن أحدا لم يتعرف على الطفل.
يلتصق الطفل بأبي بكر دون أن يفارقه، ولحسن الحظ أنه صامت دون بكاء، كما يقول الهسي.
يحاول ابو بكر مداعبة الطفل لتبديد الخوف الساكن في عيونه، وهو يقول "لا يوجد تفسير لعدم سؤال ذوي الطفل عنه الا أن يكون والديه منفصلين أو متواجدين في أماكن مختلفة، وكل منهما يعتقد أن الطفل عند الاخر".
يبدو أن والديه منفصلين، كما يقول أبو بكر لأن الطفل يلفظ كلمة "سيدي" كثيرا.
وفشلت محاولات "الرسالة.نت" للحديث مع الطفل، الذي اكتفى فقط بالقول "بابا...بابا".
الهسي الذي غزا الشيب رأسه، ويده مبتورة ، ولا يرى الا بعين واحدة أمضى أربعة عشر عاما في سجون الاحتلال في وقت سابق، حيث يقول "لدي أربع فتيات فقط، وليكن هذا الطفل شقيقهم الخامس...."
ولا زال الطفل في منزل الهسي الذي أبلغ الشرطة عن الحدث وتوجه للمكتب الاعلامي الحكومي للإعلان عن الحادثة، فمن يعيد الطفل لوالديه؟